منتدى الميسوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ مسرح الطفل في العالــم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
asnai
المدير
المدير
asnai


ذكر عدد الرسائل : 502
asnai : 0001
تاريخ التسجيل : 25/07/2008

تاريخ مسرح الطفل في العالــم Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ مسرح الطفل في العالــم   تاريخ مسرح الطفل في العالــم I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 08, 2008 5:17 pm

تاريخ مسرح الطفل في العالــم 81pr7



تاريخ مسرح الطفل في العالــم



كل من أراد أن يرصد مسرح الطفل بالدراسة والتتبع والتحليل والاستقراء العلمي والموضوعي فلا بد أن يصل به المآل إلى أن مسرح الطفل قديم وحديث في آن معا مادمنا لا نملك وثائق علمية دقيقة عنه، ولا نعرف عنه الشيء الكثير ولاسيما مساره التطوري والسياقات المرجعية والذاتية التي أفرزته. وقبل الخوض في تاريخ مسرح الطفل علينا أولا وقبل كل شيء أن نعرف مفهوم الطفل وأن نلتقط دلالات مسرح الطفل وأنواعه.

۱-مصطلح الطفل:

يثير مصطلح (الطفل) إشكاليات عويصة على مستوى التعريف و التحديد والتدقيق. إذ يختلط الطفل بالمراهق كما يختلط بالراشد البالغ. و تظهر هذه الصعوبة جلية من خلال مراجعة الموسوعات و القواميس و كتب أدب الأطفال و يعود هذا الإشكال إلى تعدد المجالات و وجهات النظر التي من خلالها نقارب مصطلح الطفل.

فهناك من يرى الطفل رجلا صغيرا أو كائنا ينمو أو مرحلة سابقة للمراهقة أو كائنا بشريا يعيش فترة الطفولة أو يعتمد على الآخرين في التكيف مع الذات والطبيعة.

و نخلص من كل هذا إلى أن الطفولة هي المرحلة العمرية الممتدة من الولادة حتى البلوغ مصداقا لقوله تعالى: "أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء".1

و قال أيضا جل شأنه: "و إذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم".2

و تنقسم الطفولة إلى مراحل عدة على النحو التالي:

1. مرحلة المهد: من الولادة حتى نهاية العام الثاني (نهاية الرضاعة).
2. مرحلة الطفولة المبكرة: من ثلاث سنوات حتى خمس سنوات.
3. مرحلة الطفولة المتوسطة: من العام السادس حتى العام الحادي عشر.
4. مرحلة الطفولة المتأخرة: من الثانية عشرة حتى البلوغ.3

فماذا نقصد- إذاً- بمسرح الطفل؟

۲-مفهوم مسرح الطفل:

مسرح الطفل هو ذلك المسرح الذي يخدم الطفولة سواء أقام به الكبار أم الصغار مادام الهدف هو إمتاع الطفل و الترفيه عنه و إثارة معارفه و وجدانه و حسه الحركي، أو يقصد به تشخيص الطفل لأدوار تمثيلية و لعبية و مواقف درامية للتواصل مع الكبار أو الصغار. و بهذا يكون مسرح الطفل مختلطا بين الكبار و الصغار. و يعني هذا أن الكبار يؤلفون و يخرجون للصغار ماداموا يمتلكون مهارات التنشيط و الإخراج و تقنيات إدارة الخشبة، أما الصغار فيمثلون و يعبرون باللغة و الحركة و يجسدون الشخصيات بطريقة مباشرة أوغير مباشرة اعتمادا على الأقنعة. و من هنا، فمسرح الصغار هو مسرح للطفل مادام الكبار يقومون بعملية التأطير، و هو كذلك مسرح الطفل إذا كان مسرحا يقوم به الطفل تمثيلا و إخراجا و تأليفا. و من هنا، فمسرح الطفل يعتمد تارة على التقليد والمحاكاة وتارة أخرى يعتمد على الإبداع الفني والإنتاج الجمالي.

و لا أوافق الذين يفضلون أن يمسرح الكبار للصغار، لأن هذا العمل يساعد على التقليد و المحاكاة و التمثل و يقتل الإبداع و الارتجال، فمن الأحسن أن نشجع الأطفال على كتابة النصوص المسرحية و تمثيلها و إخراجها بعد تأطيرهم نظريا و تطبيقيا خاصة في المرحلتين: المتوسطة و المتأخرة من مراحل الطفولة.

و يمكن تقسيم مسرح الطفل إلى عدة أنواع و هي كالتالي:

1. المسرح التلقائي أو الفطري:

و هو مسرح يخلق مع الطفل بالغريزة الفطرية، يستند فيه إلى الارتجال والتمثيل اللعبي و التعبير الحر التلقائي ( مثل لعبة العريس و العروسة).

2. المسرح التعليمي:

هو ذلك المسرح الذي ينجزه التلميذ تحت إشراف المربي أو المنشط أو المدرس أو الأستاذ و بوجود نصوص معدة سلفا ضمن المقررات الدراسية. ويمكن تفريعه أيضا إلى:

1. مسرح التعليم الأولى:

و يرتبط بالكتاتيب القرآنية و التربوية و أرواض الأطفال حيث يمثل التلاميذ مجموعة من الأدوار المسرحية التي يقترحها المربون عليهم.

2. المسرح المدرسي:

هو ذلك المسرح الذي يستخدم التمثيل داخل المؤسسة التربوية (المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية) بمثابة تقنية بيداغوجية لتحقيق الأهداف المسطرة سواء أكانت أهدافا عامة أم خاصة وتستهدف الجوانب الفكرية والوجدانية و الحسية الحركية. و يشرف على هذا المسرح المدرس و ذلك بتنشيط التمثيل الذي يقوم به التلاميذ داخل القسم أو أثناء المناسبات الرسمية (الأعياد الدينية و الوطنية) و غير الرسمية (فترة نهاية السنة الدراسية لتوزيع الجوائز و إعلان النتائج).

و يستند المسرح المدرسي إلى التسلح بعدة معارف كعلوم التربية و علم النفس و علم الاجتماع و البيولوجيا؛ نظرا لكون المسرح وسيلة إصلاحية/ تطهيرية ووسيلة علاجية و وسيلة جمالية إبداعية و وسيلة تلقين و نقل المعرفة والمهارة.

و يهدف المسرح المدرسي إلى إشباع حاجات الطفل الفكرية و النفسية والاجتماعية و العضوية لخلق التوازن لدى الطفل للتكيف مع الذات والموضوع و تحقيق النمو البيولوجي.

هذا و يتطلب المسرح المدرسي التركيز على الاختصاصات التالية:

1- الإنتاج و نعني به التمثيل و الإخراج و الإبداع؛

2- التنشيط و هو مقاربة تربوية تطوع المادة المسرحية لخدمة أهداف تربوية؛

3- التقنية سواء أكانت سمعية أم بصرية أم هما معا.

و قد يتمظهر المسرح المدرسي بجلاء في الخشبة العمومية تمثيلا و تأليفا وإخراجا كما يتجلى في الخشبة المدرسية أو الفضاءات المفتوحة أثناء أوقات الفراغ لعبا و مشاركة و تمثيلا و تقليدا.

3. المسرح الجامعي:

يعد هذا المسرح امتدادا للمسرح المدرسي، و ينتمي في الغالب إلى مؤسسة علمية عالية وهي إما جامعة وإما معهد وإما كلية، و يقوم بهذا المسرح طلاب كانوا من قبل تلاميذ و أطفالا تحت إشراف أساتذة جامعيين متخصصين في المسرح كتابة وسينوغرافيا وإخراجا.4

4. مسرح العرائس:

هو مسرح الدمى أو الكراكيز، و هو نوعان: نوع يحرك أمام الجمهور مباشرة بواسطة خيوط، و الآخر يحرك بأيدي اللاعبين أنفسهم. و هو مسرح مكشوف يعرض قصصه في الهواء الطلق و له ستارة تنزل على الدمى أو ترتفع عنها. أما الممثلون فشخص واحد أو أكثر و قد يصلون إلى خمسة و هم على شكل دمى محركة بواسطة أيدي اللاعبين من تحت المنصة أو بواسطة الخيوط. 5

من هنا نستنتج أن مسرح العرائس هو مسرح الدمى و الكراكيز والعرائس المتحركة. ومن المعلوم أن لهذا المسرح تأثيرا كبيرا على الأطفال الصغار حيث يبهرهم ويدهشهم بقصصه الهادفة التي تسعى إلى إيصال القيم الفاضلة والقيم النبيلة لغرسها في نفوس هؤلاء الأبرياء الصغار.

و قد ظهر مسرح العرائس قديما عند المصريين القدامى (الفراعنة) والصينيين واليابانيين و بلاد ما بين النهرين و تركيا. بيد أن اليابانيين تفننوا فيه حتى أصبح مسرح العرائس إحدى أدوات التعليم و التلقين، فهم من الأوائل الذين أتقنوا هذا النوع من المسرح حيث يتهافت عليه الصغار و الكبار بدون استثناء. وثمة كثير من المخرجين المعاصرين من يعتمد على مسرح الدمى كبيتر شومان في مسرحه الذي يسمى بمسرح الدمى والخبز.

5. مسرح خيال الظل:

يعتمد خيال الظل على الأشعة الضوئية لتشخيص أشياء من خلالها تنعكس الظلال على شاشة خاصة و ذلك باستعمال الأيدي و الأرجل و بعض الصور.

و قد عرف خيال الظل في مصر و العراق، و يذكر أن صلاح الدين الأيوبي حضر عرضا لخيال الظل مع وزيره القاضي الفاضل عام 567هـ، و قد اشتهر في هذه اللعبة ابن دنيــال الموصلي و الشيخ مسعود وعلي النحلة وداود العطار الزجال. و قد ارتحل خيال الظل عبرمجموعة من الدول والمناطق ليستقر في الوطن العربي بعد أن انتقل من الهند إلى الصين حيث تسلمته القبائل التركية الشرقية والتي سربته بدورها إلى فارس ثم إلى الشرق الأوسط و تلقته مصر لتنشره في شمال إفريقيا.6

6. المسرح الإذاعي:

هو ذلك المسرح الذي تنقله وسائل الإعلام و تذيعه بين الناس مرئيا و بصريا و سمعيا سواء في الراديو أم التلفزيون أم الشاشة الكبيرة. (قناة الأطفال المغربية مثلا).

۳-تاريخ مسرح الطفل:

يفيد كتاب "بهارتا" في المسرح الهندي القديم أن المسؤولين و القائمين على شؤون المسرح يتلقون تكوينهم منذ نعومة الأظافر في هذا الميدان على أيدي آبائهم و أجدادهم. و قد لقن "بهاراتا" أسرار هذا الفن إلى أبنائه العشرين بأمر من "راهاما" نفسه.

و كان الشباب الإغريقيون في مدينة أثيـنـــا يتعلمون الرقص التعبيري ضمن البرنامج الدراسي. و قد أورد أفلاطون في "جمهوريته" ضرورة تلقين الجند فن المحاكاة، و ذلك بتمثيل أدوار درامية تتعلق بالمروءة و الفضيلة والشجاعة دون غيرها من الأدوار المشهدية تفاديا من تأثير محاكاة الرذيلة على طباع الجنود.

و في فرنسا، اهتم كبار أعلام المسرح الكلاسيكي بالمسرح المدرسي، حتى إن رجال الكنيسة الذين أعلنوا رفضهم للمسرح و ثاروا عليه و شنوا عليه حرب شعواء وجدوا في ممارسة هذا الفن في الحقل التربوي فائدة و متعة. فهذا مثلا بوسوي BOSSUET (1627-1704) الذي كان عدوا لدودا للفن الدرامي يعلن في كتابه "خواطر و أفكار عن التمثيل" (Maximes et réflexions sur la comédie) أنه ليس من الجائز منع المسرحيات الموجهة إلى الأطفال والشباب أو إدانتها مادامت تسعف الأساتذة في عملهم التربوي عندما يتخذونها تمارين تطبيقية وأنشطة فنية لتحسين أسلوب ناشئتهم وتنظيم عملهم الدراسي.

و قد ترجم رونسار Ronsard مسرحية "بلوتوس " Plutus لأريستوفان المسرحي اليوناني لكي يمثلها تلاميذ معهد كوكوري Coqueret سنة 1549م، كما تحدث مونتاني Montaigne في كتاباته عن ممارسته للمسرح عندما كان تلميذا، و اعتبر أن مثل هذه التمارين ممتازة جدا و هامة لتكوين الناشئة. 7

وقد كتب جــان راسيـــن Jean Racine (1699-1639) تراجيديتين حول مواضيع إنجيلية و هما: إستير Esther و Athalie أتالي، الأولى في 1689 و الثانية في 1691م خصيصا لتلميذات معهد سانت سير Saint- Cyr نزولا عند رغبة مادام مانتونـــون Mme de Maintenon .

و في سنة 1874 قدمت مدام أستيفاني دي جينليس Madame de Genlis (1746-1830) عرضا مسرحيا خاصا بالطفل في حديقة ضيعة دون شارتر بضواحي باريس و قصة العرض تعبيرية (بانتوميم) ، وعرضت كذلك مسرحية (المسافر) وقد قام بأدوارها أبناء الدوق ، و مسرحية (عاقبة الفضول) التي تصور ما يجلبه الفضول على صاحبه، و كان التأليف و التلحين لمدام دي جينليس المربية. و سار أرنود بركين Arnaud Berquin (1749-1791) على غرار دي جنليس في تقديم العروض المسرحية المتعلقة بالأطفال، و هما معا من أتباع مدرسة الكتابة للأطفال في فرنسا.

و نستشف من هذا أن المربين هم الذين كانوا يشرفون على مسرح الطفل ويستخدمون اللعب و التمثيل في مجال رعاية الأطفال والعناية بهم وتربيتهم وتعليمهم.

وعليه، فقد استفاد مسرح الطفل من آراء التربية الحديثة التي تنص على حرية الطفل و خيريته كما عند جان جاك روســو في كتابه "إميل" علاوة على أهمية اللعب و التمثيل و معرفة الحياة عن طريق الحياة باعتبارها مرتكزات جوهرية في التربية الهادفة. و من ثم، تشرب مسرح الطفل آراء روســو وماريــا مونتسوري و جون ديوي و دوكرولي و باكوليه و كلاباريد و بول فوشيه و بستولوزي Pestalozziو مونتسوري Montessori و سوزان إسحاق S.Essac....

هذا ، و يقول علي الحديدي في كتابه (في أدب الأطفال) بأن مدام دي جينلس وأرنود بركين قد شجبا " بعنف القصص الخيالية و قصص الجن و الخرافات، و قدما في زعمهما القصص المناسبة للأطفال و كانت مستوحاة من تعاليم روسو، و حرصا فيها كل الحرص على التربية الاستقلالية الطبيعية" 8.

و قد نشرت المربية الفرنسية الفاضلة (دوجينلس) كتابا للأطفال و هو (مسرح للأشخاص الناشئين) سنة 1779 و أتبعته في عام 1782 بكتاب آخر " آديل وتيودور أو رسائل حول التربية"، و كتابا ثالثا ذا أهمية خاصة في عام 1784 هو " سهرات القصر".9

إذاً، فالبداية الفعلية الأولى لمسرح الطفل كانت على يد المربين و المربيات الذين استفادوا من آراء جان جاك روسو الذي دعا في كتابه (إميل) إلى الانتباه إلى لعب الطفولة قائلا:" أحبوا الطفولة و فضّلوا لعبها و متعها وغريزتها المحبوبة" 10.

ويرفض جان جاك رسو تعليم الطفل بواسطة الكتب و يفضل أن تعلمه الطبيعة بواسطة اللعب و الحركة و الحواس و المشاركة. و وقد ركزت السيدة ( دو جنليس) على اللعب والمسرح الطفولي باعتبارهما مدخلين أساسيين للتعليم واكتساب الأخلاق مقتدية في ذلك بفلسفة جان جاك روسو . وقد صرحت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بأن" أديل و تيودور، مثل الأطفال جميعا يحبان اللعب كثيرا، و لسوف يصبح هذا اللعب، بفضل عنايتي، درسا حقيقيا في الأخلاق"11

و إذا انتقلنا إلى إسبانيا فإن أول عرض مسرحي طفولي كان يحمل عنوان "خليج الأعراس " سنة 1657 م، وقد قدم العرض بحديقة الأمير فرناندو ابن فيليبي الرابع ملك إسبانيا، و هو من تأليف الكاتب المسرحي الكبير بدرو كالدرون دي لاباركا الذي أنعش عصره الذهبي بالكثير من المسرحيات الممتعة والهادفة.

و يذهب مارك توين الكاتب الأمريكي إلى أن مسرح الطفل حديث لأنه لم يظهر إلا في القرن العشرين: "......أعتقد أن مسرح الأطفال هو من أعظم الاختراعات في القرن العشرين، و أن قيمته الكبيرة، التي لا تبدو واضحة أو مفهومة في الوقت الحاضر سوف تتجلى قريبا. إنه أقوى معلم للأخلاق وخير دافع للسلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان، لأن دروسه لا تلقن بالكتب بطريقة مرهقة، أو في المنزل بطريقة مملة، بل بالحركة المنظورة التي تبعت الحماسة و تصل مباشرة إلى قلوب الأطفال التي تعد أنسب وعاء لهذه الدروس، و حين تبدأ الدروس رحلتها فإنها لا تتوقف في منتصف الطريق، بل تصل إلى غايتها...إلى عقول أطفالنا"12.

هذا،وقد أنشأت ميني هينز سنة 1903م في الولايات المتحدة الأمريكية مسرح الأطفال التعليمي، و من العروض الطفلية التي قدمتها هي: الأمير و الفقير، والأميرة الصغيرة و العاصمة...

ولم يظهر مسرح الطفل في روسيا إلا في سنة 1918 م و جل قصصه الدرامية غربية مثل: ملابس الإمبراطور و الأمير و الفقير، و هدف هذا المسرح إيديولوجي ليس إلا، يتمثل في إظهار بشاعة الرأسمالية و حقارة المحتكر. ويثبت مكسيم كـوركي سنة 1930 م هذا التوجه الإيديولوجي لمسرح الطفل بقوله:" و من التزامنا بأن نروي لأطفالنا القصص بطريقة مرحة و مسلية، فالألزم أن تصور القصص و تلك المسرحيات بشاعة الرأسمال وحقارة المحتكر".13

ومن جهة أخرى، فقد تبنت المؤسسات التربوية مجموعة من الأنشطة المسرحية في الكثير من بلدان العالم، وكانت تستهدف فئة عمرية معينة وهي فئة الأطفال الصغار ، وكانت أغلب عروض هذه الأنشطة تجمع بين المتعة والفائدة، والتسلية والتهذيب الأخلاقي دون أن ننسى المقصدية الأساسية من هذا المسرح الطفولي والتي تتمثل في التربية والتعليم وتكوين النشء.

و نستنتج من هذا أن أوربا تعرفت مسرح الطفل قبل العالم العربي الذي لم يعرفه – حسب علمنا – إلا في السبعينيات من القرن العشرين، و إن كان الباحث المغربي مصطفى عبد السلام المهماه يرى أن المغرب عرف مسرح الطفل منذ سنة 1860 م "عندما استولى الإسبان على مدينة تطوان، حيث مثلت فرقة بروتون مسرحية بعنوان:" الطفل المغربي"، و ذلك على خشبة مسرح إيزابيل الثانية بتطوان، وهي أول خشبة في العالم العربي و في إفريقيا، و بعدها قاعة مسرح الأزبكية 1868، و الأوبرا بالقاهرة سنة 1869 بمناسبة فتح قناة السويس، و بالطبع نعتبر التاريخ أعلاه، كبداية لمسرح الطفل و للمسرح عامة".14

استنتاج تركيبي:

هذه نظرة موجزة عن الطفل ومسرح الطفل وأنواعه و تاريخ مسرح الطفل في أوربا وأمريكا وآسيا وأفريقيا والعالم العربي علاوة على أهم التطورات التي عرفها هذا المسرح الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالتعليم والتربية الحديثة.

ونستشف من خلال عرضنا هذا أن مسرح الطفل لم يحظ بما حظي به مسرح الكبار من قيمة ومكانة وانتشار وتدوين وتوثيق، بل بقي مسرحا ثانويا أو ظل على هامش مسرح الكبار إلى يومنا هذا. إذاً، فمتى سنهتم بمسرح الطفل؟ ومتى سنشرع في تدريسه في جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا ؟ ولماذا لانهتم بتدوينه وتوثيقه؟ ولماذا لانشجع المبدعين سواء أكانوا من فئة الكبار أم من فئة الصغار على الإنتاج والتأليف والتنظير والإخراج ؟!

ونحن لا نطرح هذه الأسئلة الآن إلا بعد أن وجدنا مسرح الطفل قد تراجع كثيرا في عالمنا العربي ودخل طي النسيان والكتمان، وأصبح يعاني من الإقصاء والتهميش حتى داخل مدارسنا وجامعاتنا؟ فهل من يقظة جديدة لإعادة الاعتبار لهذا المسرح الطفولي الذي يعد أساس مسرح الكبار، وقد قيل سيكولوجيا أن الطفل أب الرجل؟!



الدكتور جميل حمداوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://missour.1fr1.net
fatinah
مشرفة المنتديات الأدبية
مشرفة المنتديات الأدبية
fatinah


انثى عدد الرسائل : 679
العمر : 38
البلـــد : usa
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

تاريخ مسرح الطفل في العالــم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ مسرح الطفل في العالــم   تاريخ مسرح الطفل في العالــم I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 08, 2008 10:04 pm


مشكور اخي على هذه المعلومات

حياك الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
asnai
المدير
المدير
asnai


ذكر عدد الرسائل : 502
asnai : 0001
تاريخ التسجيل : 25/07/2008

تاريخ مسرح الطفل في العالــم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ مسرح الطفل في العالــم   تاريخ مسرح الطفل في العالــم I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2008 1:35 pm

مشكورة اختي على المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://missour.1fr1.net
ابراهام

ابراهام


ذكر عدد الرسائل : 47
العمر : 37
البلـــد : المغرب
تاريخ التسجيل : 20/09/2008

تاريخ مسرح الطفل في العالــم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ مسرح الطفل في العالــم   تاريخ مسرح الطفل في العالــم I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 12, 2008 4:07 pm

تاريخ مسرح الطفل في العالــم %20على%20الموضوع%20الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ مسرح الطفل في العالــم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الميسوري :: ¨°•√♥ منتدى الفنون ¨°•√♥ :: سينما ومسرح-
انتقل الى: